تحدث الكدمات – المعروفة تقنيًا باسم الكدمات – عندما تنكسر أوعية دموية صغيرة تُسمى الشعيرات الدموية تحت الجلد، مما يسمح بتسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة. يؤدي هذا إلى تغير لون الجلد المألوف الذي يمكن أن يتراوح من الأزرق والأرجواني إلى الأصفر أو الأخضر أثناء الشفاء. معظم الكدمات غير ضارة وتتلاشى مع مرور الوقت. ومع ذلك، قد تكون الكدمات المتكررة أو الكبيرة أو غير المبررة طريقة جسمك للإشارة إلى أمر أكثر خطورة.
الأسباب الشائعة للكدمات
1. الإصابات أو الصدمات الطفيفة:
تنتج معظم الكدمات عن صدمات يومية – كالاصطدام بالأثاث، أو ممارسة الرياضة، أو حتى الحوادث الخفيفة. في هذه الحالات، تكون الكدمات طبيعية وعادةً لا داعي للقلق.
2. نقص الفيتامينات:
يحتاج جسمك إلى عناصر غذائية معينة للحفاظ على صحة الأوعية الدموية وتخثر الدم بشكل سليم. نقص هذه الفيتامينات قد يؤدي إلى ظهور كدمات أسهل أو أكثر شدة:
فيتامين ج: يلعب هذا الفيتامين دورًا أساسيًا في إنتاج الكولاجين والحفاظ على قوة جدران الأوعية الدموية. نقصه قد يُسبب تكسر الشعيرات الدموية بسهولة أكبر، مما يؤدي إلى ظهور كدمات أكثر تكرارًا.
فيتامين ك: ضروري لتخثر الدم الطبيعي. بدون كمية كافية منه، حتى الإصابات البسيطة قد تُسبب نزيفًا مُستمرًا تحت الجلد.
فيتامين د ومجموعة فيتامينات ب (وخاصةً ب12 وحمض الفوليك): يدعمان إنتاج خلايا الدم وإصلاح الأنسجة. قد يُسهم نقصه بشكل غير مباشر في ظهور الكدمات أو إبطاء التئامها.
المكملات الغذائية والأدوية التي قد تزيد من احتمالية ظهور الكدمات
بعض المكملات الغذائية والأدوية قد تُميّع الدم أو تؤثر على تخثره، مما يزيد من احتمالية ظهور الكدمات:
المكملات الغذائية:
أحماض أوميغا 3 الدهنية (زيت السمك)
الجنكة بيلوبا
الجينسنغ
الثوم (خاصةً بكميات كبيرة)
فيتامين هـ
جميع هذه المكملات الغذائية لها خصائص مُميّعة خفيفة للدم، مما قد يُبطئ تخثر الدم ويجعل الكدمات أكثر احتمالية أو أكثر وضوحًا.
الأدوية:
مضادات التخثر (مثل الوارفارين، الهيبارين)
الأدوية المضادة للصفيحات (مثل الأسبرين، كلوبيدوغريل)
الستيرويدات (مثل بريدنيزون)
بعض مضادات الاكتئاب أو مضادات الالتهاب
إذا كنت تتناول أيًا من هذه الأدوية، فراقب كدماتك واستشر طبيبك إذا لاحظت أي تغيرات.
عوامل أخرى مساهمة
الشيخوخة:
مع التقدم في السن، يصبح الجلد أرق ويفقد الدهون الواقية. كما تصبح الأوعية الدموية أكثر هشاشة، لذا حتى الكدمات البسيطة قد تُسبب كدمات ظاهرة.
أضرار أشعة الشمس:
يُضعف التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة الجلد والأوعية الدموية التي تقع تحته، مما يزيد من شيوع الكدمات، خاصةً في مناطق مثل الساعدين.
الحالات الطبية:
قد يُضعف داء السكري الدورة الدموية والشفاء.
قد يؤثر مرض الكبد على إنتاج عوامل التخثر.
يمكن أن تُسبب اضطرابات الدم، مثل الهيموفيليا، وسرطان الدم، أو نقص الصفيحات الدموية (انخفاض عدد الصفائح الدموية)، كدمات غير مبررة أو مفرطة، وتتطلب عناية فورية.
كيفية علاج الكدمات في المنزل
استخدم طريقة رايس (RICE) في أول 24 إلى 48 ساعة:
الراحة: تجنب الأنشطة التي قد تُفاقم الكدمة أو تُسبب المزيد من الإصابات.
الثلج: ضع كيسًا من الثلج ملفوفًا بقطعة قماش لتقليل التورم والحد من النزيف تحت الجلد. استخدمه لمدة ١٥-٢٠ دقيقة في كل مرة.
الضغط: لفّ المنطقة المصابة بكدمة برفق لتقليل التورم (إن أمكن، وبشرط ألا يكون الضغط شديدًا).
الرفع: أبقِ المنطقة مرفوعة فوق مستوى القلب إن أمكن لتقليل التورم.
بعد ٤٨ ساعة، استخدم كمادات دافئة لزيادة تدفق الدم وتعزيز الشفاء. تجنّب استخدام الأسبرين أو الإيبوبروفين، لأنهما قد يُميّعان الدم وقد يُفاقمان الكدمة. يُفضّل استخدام الأسيتامينوفين (تايلينول) كمسكن ألم أكثر أمانًا عند الحاجة.
متى يجب زيارة الطبيب
مع أن معظم الكدمات لا تدعو للقلق، إلا أن التقييم الطبي ضروري إذا لاحظت أيًا مما يلي:
كدمات متكررة أو متكررة، خاصةً دون سبب واضح
كدمات كبيرة جدًا أو عميقة ناتجة عن صدمات طفيفة
كدمات في أماكن غير معتادة (مثل الظهر، أو البطن، أو الوجه، أو خلف الأذنين)
كدمات مصحوبة بنزيف من اللثة، أو نزيف من الأنف، أو دم في البول/البراز
كدمات لا تلتئم أو تختفي خلال أسبوعين
تورم مؤلم أو علامات عدوى حول الكدمة
كدمات عند الرضع، أو الأطفال الصغار، أو كبار السن دون سبب واضح
إذا كنتِ حاملًا وتعانين من كدمات جديدة أو متفاقمة
زيادة مفاجئة في الكدمات بعد بدء تناول دواء أو مكمل غذائي جديد
خاتمة
قد تكون الكدمات شائعة، لكنها قد تكشف الكثير عن صحتك العامة. لا تتجاهل ما يحاول جسمك قوله. سواء كان الأمر يتعلق بنقص في العناصر الغذائية، أو أحد الآثار الجانبية للأدوية، أو علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة، فإن الاهتمام بكدماتك – وكيفية تطورها – يمكن أن يساعدك في اكتشاف المشكلات في وقت مبكر.